الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

فرحة جريحة



امرأه صغيرة جميلة , حضرت إليَ متألمه , باكية , صارخة , كلماتها متوسلة , تطلب الرحمة , الخلاص . القيت عليها نظرة , وجدت بطنها متكورة أمامها , تحمل سر الحياة في أحشاءها ,  من حولها امرأتان , تطلبان مني ان استخرج الفرحة من رحمها , السعادة من جوفها , الأمل من بين فخذيها . كثرت من حولي خطوات , همهمات , اختلطت في أذني اصوات صراخ وبكاء وخطوات مسرعة , الكل يهرول لنجدة المرأة فأخيرا سوف ترتاح لتسعد بحصادها , اللذي منذ 9 أشهر كان بذرة , ظلت تكبر , وتكبر معها سعادتها , 9 أشهر ومن حولها في ترقب في انتظار اللحظة المنشودة , لحظة انبثاق الحياة من الحياة , لحظة نفخ الروح في الجسد الصغير , الأحمر , الباكي , اللذي خرج اخيرا للحياة , بعد صراخها والمها وتوسلاتها , امسكت يدها , ثبتت نظرتي عليها , التقت عينانا , حاولت ان اعطيها من قوتي لتتحمل , فأعطتني من ألمها وأبكتني , امسكت يبدها , وثبتت ساقيها , حتى تنفرج الغمة وتحل محلها الفرحة , بعد معاناه , أراد الله لها الخلاص , أراد لمولودها الحياة , على وجهها نظرة ارتياح ابتسامه مجهدة , لسانها يلهج بدهاء صوتها ضعيف لا يقوى على الشكر , ربتت على كتفها , طمأنتها , مسحت دموعي , وذهبت . أبت دموعي أن تمسح , فقد مر ببالي امرأة ضغيرة , جميلة , تحمل سر الحياة والسعادة في أحشاءها , وللاسف لم ارها , ولم اسمع صراخها , ولم انعم بمساعدتها ولم اشاركها فرحتها , ولم أر ضغيرتها ولم يراد لي أن أحمل طفلة طال انتظاري لها , أو مساعدة أخت في حملها ومشاركتها فرحتها , ورؤية فرحة على وجه أمي وأبي - الجدان - اللذان يجهلان كونهما جدان , فرحتي مكسورة , مجروحة , يائسة , طامعة في كرم من نفخ الروح ,,,,,

هناك تعليق واحد:

  1. hallo Hala
    this blog makes me feel how sometimes the world is so strange to put for u this 2 situations in a week, to make u feel all this emotions joy n sadness hope n need, sorrow n conflicts, to make u write these words, to make me tear.
    I hope one day u may find your joy with what you pray for.
    BTW your writing is fantastic

    ردحذف