السبت، 18 ديسمبر 2010

المسكر اللذيذ


لا أعلم تحديدا سبب كتابتي لهذا الموضوع الان , بالرغم من رغبتي الشديدة منذ وقت طويل لكي أكتب عنه , تأجيلي ربما يكون لكي أترك لنفسي فسحة من الوقت لأعيد تفكيري وأرتب أفكاري وأحسن الصياغة لكن بالرغم من مضي الوقت لم أنجز أي من تلك الأمور , قد يكون السبب مجرد أننني أمر بظروف عصيبة , ولا يخففها عني سوا تعايشي  مع القراءة أو الكتابة , خصوصا وأن باولو كويليو يحتل مركزا عظيما في قلبي هذه الأيم خصوصا , ولانني أجد في كتابتي طريقة للتحدث مع ذاتي التي هجرتها منذ مدة طويلة , ما هذه المقدمة الطويلة عموما كلامي اليوم عن الحب , لا ليس عنه كفكرة أو شعور فبالتأكيد لست أنا من يصلح لكتابة مثل هذه المهمة الشاقة , موضوعي عن تأثير الحب , مم إنني في حيرة لا ليس مجرد تأثير سلبا أو ايجابا , باختصار أود أن أتكلم في نقطة صغيرة جدا وهي كيف يجعلنا الحب ثملين , نعم هذه هي الكلمة بالتحديد , فعلا كل أنسان في حالة حب فإنه ثمل , يتغير منظوره للحياه , وتفكيره في الأمور حتى أنني قد لا أثق في شخص واقع تحت وطأة الحب بشدة , الهي لقد بدأت أن أتخذ موقف المعادي , نعم ولم لا اليست لي حرية الكتابة خصوصا انني لست في هذه الحالة الان فللاسف لست على علم بم يحدث للمحبين , لا أشعر بخفة وزنهم وطيرانهم فرحا عند لقاء محبوبيهم , ولا يخفق قلبي وتزوغ عيناي ويتصبب مني العرق عند مواجهتهم , ولست من يبني آماله ويغير حياته ويخاطر بالغالي والنفيس من أجل محبوبه , ببساطة ولأول مرة دعوني اتخذ الأسلوب الجاف لمن يرى الأمور من الخارج يتفقد الفقاعة وما بداخلها من محبين ثملين , كيف يسيطر علينا الحب ويتغلب علينا بقوته ويأسرناو يضعفنا , كيف يجعلنا نتناسى أقرب من لدينا ويبعدنا عن اولوياتنا , ويقلب كياننا ويبدل روحنا , ويجعلنا كمن تلبسه الشيطان بالفعل الحب يصنع المعجزات , لكم كان هذا الحب جافعا للاستمرار وكان هو طوق النجاة , وكم كان من مرات هوه هوة السقوط
لكن في كلتا الحالتين تعيش حالة السكر اللذيذ

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

الحزب الوطني للجميع

عندما  تعيش وترعى في ظل حكم نظام سلطوي ديكتاتوري لأكثر من 30 عاما , وترى الرعية متعايشة مع الألام اليومية , وتتعامل معها بالفهلوة والتحايل فمن المنطقي جدا , أن ترى مستقبل هذا البلد يخضع لنفس الظلم والقمع , عندما ينجح النظام الغاشم في وضع نائب لهم في كل مكان , الجامعات , الأسواق , المتنزهات وحتى البيوت ليصبح الشعار , الحزب الوطني للجميع , عندما تضطر لتواجه  خليط المساوئ من عدم النزاهة , والاحتيال والكذب والوعود الفارغة والتطاول مع كيانات مصغرة لهذا النظام , عندما يضحي الشباب مستقبل البلد , بسمعتهم ونزاهتهم , باعوا روحم بالكذب والنفاق , لأجل مصلحة ما , بالفعل فإن حرب التغيير ليست سهلة , عندما نتخلص من مندوبيهم المزروعون بيننا , لتكون لنا الشجاعة لمواجهة وضرب الرأس الكبرى , بالرغم من شعوري بأن انفاسي الغالية كثيرة للرد على ترهاتهم وأن مجرد معرفتي بهم تدنس حلمي بالتغيير , ولكن تركهم ليفعلوا ما بدى لهم وتفشي سمهم وكذبهم أصعب وأوجع , ليكن في تفكيرنا دائما فتش عن الجزب أو آثاره , حتى لا يكون الحزب الوطني للجميع

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

هواجسي

ينتابني الان شعور بأني سأصبح ذات شأن في هذا الوطن , قد يظن بي البعض ان هذا من جنون العظمة , او من فرط الغرور والنرجسية ولكن لي أسبابي , منذ أن وطأت قدماي ارض الوطن طلبا للاستقرار لاستكمال التعليم الجامعي , لم أتخطى حدود هذا البلد ابدأ , في بادئ الأمر كانت هذه رغبتي , ولم تساورني أي آمال في الابتعاد , ولكن منذ قررت وفكرت وبدأت احلام السفر والتجوال تداعب مخيلتي , أحبطت كل محاولاتي المستميتة في اتمام الأمر مهما اتخذت من أسباب , وتخطيب حدود , وتحملت صعاب , كنت دائما اعود بخفي حنين كل مرة , بل وأحيانا بدون الخفين حتى , أظن انني سوف ارضخ للامر الواقع , ربما القدر يخبئ لي الأفضل هنا , قد يكون الكنز تحت قدماي , بينما انا ابحث عنه في البلاد البعيدة , ربما مستقبلي يكون في الاستقرار وتأسيس جذور وحياه في الوطن , ربما تكون حياة الترحال ليست هي المثلى لي , الله أعلم لذلك اتذكر القول ,  اللهم إني أعلم بنفسي منهم ، وأنت اعلم بنفسي مني , رحماك ياربي يا من تمنع دعاء الشر لتعطنا الخير كله

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

تلاشي الروح


بالرغم من وجوده وسط جمهوره ومحبيه ومريديه , تتساقط عليه كلمات التشجيع والاعجاب , وتنهال عليه القبل , وتتصارع الأيدي لملامسة كفيه , كانت كلمة منه أو نظرة لاحدهم كافية بزرع النشوة في المعجبين , يكاد لا يرى أمامه من كثرة الأضواء والكاميرات , لا شك أن أيا كان في موقفه سيكون في منتهى الساعدة , وقمة التألق , ولكن كلما زاد التفاف معجبيه شعر بألم في صدره , تكاد روحه أن تقتلع من جسده , كمن ينزع الشوك من كومة الصوف بشده , صوت صرخاته المكتومة من الألم صم أذنيه , لملم بقايا روحه وأشلاء قلبه , وأطلق ساقيه للريح يهرب , يهرب يريد أن يهرب من الكل , من  اعداءه , أصدقاءه , معجبيه , وحتى عائلته , ظل يجري حتى سقط على ركبتيه وكفاه وأصابعه تنشب في الأرض , تتفجر روحه ويصرخ ( يا من لا ملجأ ولا منجى منك إلا اليك ) يا الله ,, شعر كأنه طفل سئم ازعاج وعذاب الحياه فهرع يرتمي في حضن أمه , أحس وقتها بأنه أكثر من يحب الخالق ويقدره , رغم عصيانه وتكبره , كانت دموعه تذيب قساوة قلبه , ولسانه يتسارع للحديث مع الخالق , ظل يصرخ ويحدث ربه , ويشكي همه , ويسأله السبيل الحق , تحسس وسط صدره فوجد فراغا هائلا , رفع وجهه لسماء وسأل الرحمن الرحيم , متى يا الله ؟
تمت

الخميس، 2 ديسمبر 2010

ليلة الميلاد ( من سلسلة القصة القصيرة )


في ليلة شديدة البرودة , ورياحها عاتية , في قرية صغيرة تقع على نهر السين , بيت قديم , غارق في الظلام , لا يظهر النور منه الا من كوة صغيرة في الطابق الأرضي , تتراقص أضواء الشموع الغليظة , لدرجة أنها قد تقتلع من الشمعة بسبب الرياح الشديدة , على ضوء هذه الشموع تجلس شابة صغيرة , محنية على ماكينة الخياطة وتعمل بانهماك شديد , يدها البيضاء الباردة تمر على القماش بسرعة كبيرة طلبا للدف , تغطي شعرها بوشاح صغير لتمنح أذنيها بعض الدف , تتساقط غرتها على جبهتها بعشوائية جميلة من تحت  الوشاح , أنفها صغير تكسوه حمرة خفيفة من أثر البرد , ورجليها تتحرك بتناغم وايقاع مع يديها لتحيك الثياب , كانت تحدث نفسها وهي مغمورة من رأسها لأخمص قدميها بقطع القماش المطلوب منها تفيذها للاطفال في موسم الأعياد ,  تذكرت ليلة الميلاد عندما كانت بصحبة والديها , كانت تنعم بالدفء أمام مدفأة منزلهم تغطي نفسها بشال من الصوف , وتستمع لطقطقة الأخشاب في النار , ثم يأتي أباها ومعه مجموعة من الأسياخ وحلوة الخطمى كي يتمتعوا بطعمها مشوية على نار المدفأة , وأمها خلفها تطرز لها الثوب الجديد لكي تحتفل بالعيد غدا مع العائلة والأصدقاء , ظل يتوالى عليها شريط الذكريات حتى اليوم الذي جاء فحطم قارب الاسرة السعيدة على صخرة الموت المؤلمة , فقدان والديها ترك في روحها جرحا كبيرا , ظلت تبكي بحرقة ودموعها الساخنة تكاد تتجمد على وجنتيها ظلت تحيك بسرعة وهي تبكي و تتعالى شهقاتها والدموع تتناثر على الثياب , حتى خارت قواها , وارتمت رأسها على الماكينة التي امامها وقدميها لا تزال تعملان , كلما قلت سرعتها , خفت الصوت القادم من بعيد , تنبهت فتوقفت عن العمل , فانقطع الصوت تماما , عادت تعمل بهدوء بدأ الصوت يعلو شيئا فشيئا , صوت أجراس جميلة تدق الواحد تلو الآخر , كلما زاد جهدها كلما اتضح الصوت ايضا , اختلطت أصوات الأجراس , بقرقعة القدور , وضحكات الأطفال , وصوت أوراق الهدايا وطقطقة النار , مع كلمات من والديها لم تستطع تمييز الصوت جيدا , اهتزت قدميها بشدة وبدأت يديها تعمل بجنون , تتعالى صوت الماكينة مع تعالي اصوات الأجراس , بدأت تقهم ما يحاول والديها قوله لها , يشتد توترها , ويعلو نحيبها وهي تهذي وتقول أنا قادمة , أنا قادمة .
تمت