الاثنين، 13 يونيو 2011

وضاع العمر يا ولدي


عندما يمر الوقت
وتتسارع الأحداث
وينجلي الضباب
وتتضح الرؤية
لترى الحقيقة كاملة
عارية من اي لبس او خلط
مجردة من حماسك وتفاؤلك
الحقيقة كما لم ترد ان تراها
تظهر الحقيقة لتجد نفسك وحيدا
أو بصحبة حفنة من أناس شاركوك أفكارك
يظهر لك نورها ويسطع حتى يكاد يفقدك بصرك
ليكشف ضلالات فكرك
وخيبة أملك
وأحلامك المشردة
وأفكارك المتهتكة
عندها فقط تدرك أنك كنت مع معسكر الخاسرين
او المعذبين
من كتب عليهم العذاب الأبدي
من تبنوا المعركة الخاسرة
عندما ينقلب يقينك
ويصبح كل ما آمنت به ما هو الا خرافات
شعارات
أوهام
لففت بها عقلك
وسجنت بها أفكارك
أحلامك لم تصل بك لمستقبل جميل
بل تفجرت وحرقت
واصبحت رمادا تذروه الرياح
عندما تنظر لسنوات عمرك الممزقة
لترى أنك لم تحقق شيئا
بل انك أسأت لنفسك
وجسدك
وروحك
طردت من حولك لمخالفتهم لك
وكنت تظن انك تتطهر من الجهل
بالغت في حماسك حتى فاتك التحقق من القيمة
وكنت تظن نفسك مناضلا مظلوما

لم تنل من حياتك الا ذكريات مشتتة
وروح هائمة مشطورة
نظرت حولك فوجدت كل من كنت تنتقدهم أمامك
وانت خلفهم لا تملك سوى أفكراك البالية
وطموحاتك الخائبة
وعمر ضائع
وسيرة عطرة فقدت مكانها

لتجد روحك ذائبة , وضعيفة
لانها تستمد قوتها من البشر
من الأناس اللذين ظننت انهم أغبياء
لتجد نفسك أنك انت الأحمق اللذي كان يريد ان يكون وصيا عليهم
أردت ان ترسم لهم حياتا مثالية
ومستقبلا حرا
أردت لهم الكثير والكثير
نيتك الحسنة لم تكفي وحدها
كان يجب عليك ان تعلم
ماذا يريدون هم ؟
لتعطهم اياه وان خالف هواك
حتى لا تصبح منبوذا محسورا
لتجد نفسك بدلا من كونك صوت الحق والحرية والعدالة
لصوت الانانية والغباء والجدال
لاتكن ملكيا أكثر من الملك

ضاع عمرك ياولدي ,و كنت تظن انك تبنيه
لتجد نفسك قابضا على الماء
والرمال تتسرب من بين كفيك
كنت تصارع الهواء
وتحدث الصم
وسف تقف مجبرا
لتسمع كلام الناصحين والشامتين
تنزل كلماتهم عليك كالسياط
تعذبك
تصم سمعك
وتهشم ما تبقى منك
 سيتجاهلونك
سيتجاهلوا صراخك
وكأنك تصرخ خلف جدار عازل
لن يلتفتوا لتوسلاتك
خطاباتك
صراخك
أنينك
لقد مللوا منك
ومن كلماتك المقعرة
ومن طلباتك غير المنطقية
ومن أفكارك الشاردة

لا تعاند ولا تجادل
لانهم سوف يديرون ظهورهم لك ويبتسمون
ويقهقهون حتى يرتجعوا ما يأكلون ويحتسون
وانت مازلت تدافع عن قضية مات صاحبها
وأناس راضين بوقعهم
ووطن حزين صامت
ينتظر البطل
المخلص
الذي يلتف حوله الجميع
ليأنسوا به
وتظل انت وحفنتك
أقزما محسورينا

"قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)
سورة الكهف






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق