بالرغم من وجوده وسط جمهوره ومحبيه ومريديه , تتساقط عليه كلمات التشجيع والاعجاب , وتنهال عليه القبل , وتتصارع الأيدي لملامسة كفيه , كانت كلمة منه أو نظرة لاحدهم كافية بزرع النشوة في المعجبين , يكاد لا يرى أمامه من كثرة الأضواء والكاميرات , لا شك أن أيا كان في موقفه سيكون في منتهى الساعدة , وقمة التألق , ولكن كلما زاد التفاف معجبيه شعر بألم في صدره , تكاد روحه أن تقتلع من جسده , كمن ينزع الشوك من كومة الصوف بشده , صوت صرخاته المكتومة من الألم صم أذنيه , لملم بقايا روحه وأشلاء قلبه , وأطلق ساقيه للريح يهرب , يهرب يريد أن يهرب من الكل , من اعداءه , أصدقاءه , معجبيه , وحتى عائلته , ظل يجري حتى سقط على ركبتيه وكفاه وأصابعه تنشب في الأرض , تتفجر روحه ويصرخ ( يا من لا ملجأ ولا منجى منك إلا اليك ) يا الله ,, شعر كأنه طفل سئم ازعاج وعذاب الحياه فهرع يرتمي في حضن أمه , أحس وقتها بأنه أكثر من يحب الخالق ويقدره , رغم عصيانه وتكبره , كانت دموعه تذيب قساوة قلبه , ولسانه يتسارع للحديث مع الخالق , ظل يصرخ ويحدث ربه , ويشكي همه , ويسأله السبيل الحق , تحسس وسط صدره فوجد فراغا هائلا , رفع وجهه لسماء وسأل الرحمن الرحيم , متى يا الله ؟
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق