الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

رسالة إلى حبيبتي التي لا أعرفها




عزيزتي ........... ,
عذرا لا أعرف اسمك - بعد -  , ولم أنعم برؤية وجهك - للاسف - ,  لا أعلم متى أنار الكون بحضورك , ولا أين أدخلت الفرحة على والديك - وحرموني منها - ,  لا أعلم  ان كنت سأراك قريبا أم مستقبلا , ام لن أمتع ناظري برؤيتك أبدا , قد لا تصلك رسالتي هذه أبدا , لكني أكتب إليك على كل حال , في هذه اللحظات اللتي أكتب فيها اليك , انت طفلة صغيرة , قد تكوني راقدة في حضن أمك الجميلة , منذ ساعات كنت على بضع خطوات منك , ولم أرك , واحسرتاه
رسالتي إليك بسيطة , عندما تكبرين قد تراودك أفكار عن امرأة باكية متحسرة , تقاتل لرؤيتك , أحبتك من قبل رؤيتك , وستطل تحبك , ستظل راغبة في لقاءك  ,  تتمنى من الله ان تسعي للقاءها أيضا ,,,

عزيزتي ,
اعلمي ان هناك قلب عامر بمحبتك , ذراعين طامعين لاحتضانك , عينان يائستان لرؤيتك ,  عقل مشغول بك , ترى كيف تبدين ؟
أتخيلك بيضاء جميلة كوالدتك , عيناك ضغريتان كزيتونتان , شفتاك رقيقة كبتلات وردة , ترى هل سأراك رضيعة في حضن أمك , أم فتاة شقية تركض في الأنحاء , أم شابه ناضجة على وشك الزواج !!

عزيزتي ,
كل رجائي ان تكوني رسول مودة وحب , وجمع من بعد شتات و والفة من بعد عداء ,  أرجو من الله ان تكوني قرة عينها , وتذكرة لها ,  بأناس أحبوها دون قيد أو شرط , وهجرتهم دون سبب , وحرمتهم منك إجحافا .

من أحبتك ولم تراك
,,,,,,,,,,,,,

فرحة جريحة



امرأه صغيرة جميلة , حضرت إليَ متألمه , باكية , صارخة , كلماتها متوسلة , تطلب الرحمة , الخلاص . القيت عليها نظرة , وجدت بطنها متكورة أمامها , تحمل سر الحياة في أحشاءها ,  من حولها امرأتان , تطلبان مني ان استخرج الفرحة من رحمها , السعادة من جوفها , الأمل من بين فخذيها . كثرت من حولي خطوات , همهمات , اختلطت في أذني اصوات صراخ وبكاء وخطوات مسرعة , الكل يهرول لنجدة المرأة فأخيرا سوف ترتاح لتسعد بحصادها , اللذي منذ 9 أشهر كان بذرة , ظلت تكبر , وتكبر معها سعادتها , 9 أشهر ومن حولها في ترقب في انتظار اللحظة المنشودة , لحظة انبثاق الحياة من الحياة , لحظة نفخ الروح في الجسد الصغير , الأحمر , الباكي , اللذي خرج اخيرا للحياة , بعد صراخها والمها وتوسلاتها , امسكت يدها , ثبتت نظرتي عليها , التقت عينانا , حاولت ان اعطيها من قوتي لتتحمل , فأعطتني من ألمها وأبكتني , امسكت يبدها , وثبتت ساقيها , حتى تنفرج الغمة وتحل محلها الفرحة , بعد معاناه , أراد الله لها الخلاص , أراد لمولودها الحياة , على وجهها نظرة ارتياح ابتسامه مجهدة , لسانها يلهج بدهاء صوتها ضعيف لا يقوى على الشكر , ربتت على كتفها , طمأنتها , مسحت دموعي , وذهبت . أبت دموعي أن تمسح , فقد مر ببالي امرأة ضغيرة , جميلة , تحمل سر الحياة والسعادة في أحشاءها , وللاسف لم ارها , ولم اسمع صراخها , ولم انعم بمساعدتها ولم اشاركها فرحتها , ولم أر ضغيرتها ولم يراد لي أن أحمل طفلة طال انتظاري لها , أو مساعدة أخت في حملها ومشاركتها فرحتها , ورؤية فرحة على وجه أمي وأبي - الجدان - اللذان يجهلان كونهما جدان , فرحتي مكسورة , مجروحة , يائسة , طامعة في كرم من نفخ الروح ,,,,,